الأخوة في الله نعمة امتن الله -عز وجل- بها على المسلمين، فمستحيل أن
تجد قانوناً وضعياً على ظهر الأرض يؤلف بين القلوب، قال -عز وجل-: {لَوْ أَنْفَقْتَ
مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ} [الأنفال (63)] ومحال أن ترى قانوناً وضعياً بشرياً يؤلف بين قلوب أهله
وأصحابه، فهذه نعمة لا يمنحها الله -عز وجل- إلا لأهل الإيمان، فإن رأيت محبة بين غير
أهل الإيمان، فاعلم بأن قلوب هؤلاء متناثرة متشتتة، كما قال تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا
وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر (14)] أما التقاء القلوب بصدق وصفاء فلا يكون إلا لمن
ملأ الله قلوبهم بالإيمان. [دروس الشيخ محمد حسان (94/2)].
